-->

كليات القمة والقاع بقلم محمد ماجد

    #كما_يسمونها_كليات_قمة_و_قاع.
    في عصرنا الحالي نعيش فترة من التغيرات بجميع أشكالها،وكما أطلق عليها"التطبيع العصري"، لأن كل عصر له مطالبه الخاصة التي لا تتوافق مع الذي كان قبله،
    وهذا الأمر ينطبق أيضا علي التعليم بشكل مؤثر وواضح،فالتلميذ عندما يلتحق بالمرحلة الإبتدائية يشجعه أبويه ويزرعون في نفسه المعتقد الإجتماعي الخاطئ ألا وهو وجوب تفوق التلميذ ليحصل علي أعلي الدرجات ليصبح طبيب أو مهندس أو صيدلي أو كما يسمونها "كليات القمة" هذا المصطلح الإعلامي الخاطئ الذي للأسف ثبت في الأذنان وعلق بها،فيتخطي الطالب المرحلة الإبتدائية،و بعدها الإعدادية،وبعدها الثانوية،
    تلك المرحلة الحاكمة التي يعتقد الأغلبية أنها تحدد مصير الحياة،وينتظر الأب والأم إبنهما ليحصل علي درجة عالية؛ليصبح طبيب أو مهندس أو صيدلي،نظرا للمكانة الإجتماعية التي يحظي بها هؤلاء.
    للأسف إن تنسيق الكليات أصبح يحدد بالمنظور الإجتماعي والمكانة الإجتماعي التي تحظي بها الكلية وخريجيها.دون النظر الي المكانة العلمية والعملية،
    فكم من طالب أرغمه أبويه علي الإلتحاق بكلية لا يريدها.
    في الحين الآخر الطالب الذي لم يحصل علي مجموع عالي يتم إلحاقه بكلية من كليات القاع كما يسمونها.ما أكثر المفاهيم الخاطئة التي يعاني منها مجتمعنا.
    كم من طبيب تخرج وأنشأ عيادته الخاصة كما حلم أبويه وعيادته خاوية؟،وكم من مهندس تخرج كما حلم أبويه يجلس علي المقهي بدون عمل؟،وكم من صيدلي أذهق حياة الألاف نتيجة لإعطاء دواء خاطئ؟.
    للأسف المجتمع هو من يحدد القمة والقاع،ولكن ليظهر بشكل لائق ألبسوه ثوب"التنسيق".والدليل علي ذلك.ألم تكن كلية الحقوق في الخمسينات والتسعينات تأخذ أعلي مجموع نظرا لأهميتها في ذلك الوقت،بالمقابل كلية الطب كان مجموعها متدني جدا.إنه المجتمع وعاداته السيئة التي تفسد كل شئ.
    ما أهمية الطبيب؟ تقول لي:يعالج ينقذ المريض من الموت.
    ما أهمية المحامي؟أقول لك: ينقذ شخص صحيح من الموت.
    فالأول ينقذ مريض والآخر ينقذ صحيح،فمن أولي بالاحترام؟.
    الطبيب يعالج شخص واحد في جلسة واحدة.
    الإمام والخطيب يعالج ما يزيد عن ألف في جلسة واحدة.
    من أولى بالاحترام؟.
    أنا لا أقول ذاك أفضل من ذاك،بل أقول ذاك مثل ذاك.
    لا تُعلون من أحدهم وتحقرون الآخر.
    والخاتمة السبب الوحيد لوجود مصطلحي "القمة،والقاع".هو العامل الإجتماعي فقط والمكانة الإجتماعية.
    شارك المقال
    جورنال الأزهر
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع جورنال الأزهر .

    مقالات متعلقة

    إرسال تعليق